الشان الجزائري يمثل أول التحديات الجدية لربان سفينة المنتخب السيد أمير عبدو ، الذي استلم المنتخب في حالة من الضياع من مواطنه كورينتان مارتينيز ، وبعدها قام بنقلة نوعية على مستوى النتائج ، مشواره الجيد مع المنتخبين المحلي والأول يعكس مدى قدرته على غرس أفكاره في مخيلة اللاعب المحترف و المحلي ، ساعده في ذالك الفترة التي قضاها في الدوري الوطني ومتابعته له عن كثب ، لكن ماهي أسرار نجاح الفرنسي القمري مع المنتخب لحد اللحظة ؟.
أمير ينتمي للمدرسة التقليدية حيث سطوة المدرب أكبر ، والفريق ديناميكي بمعنى أن الحرية الفردانية لامجال لها في الأسلوب ، بمرجعيات واضحة يستمد أمير قوته من قدرته على جعل الفريق يقاتل من أجله .
أولا لنقل بأنه محفز بارع يجيد الخطابات الذهنية بشكل لا يصور ، يعتمد على أساليب تكتيكية مبهرة .
المتابع له يرى بأن فرقه تجيد الضغط العالي وتطبيق مفهوم Mid block غالبًا أمام المنتخبات التي تملك جودة أفراد استثنائية من شأنها صناعة الفارق وتهاجم المساحة بين الخطوط ، يبقى أمير متحفظ بشكل كبير لا يلعب قدرة استباقية إلا ماندر من الأحيان ، أعقتد جازما اليوم بأننا نملك أفضل مجموعة من اللاعبين من حيث الجودة وناحية التنوع واختلاف الخصائص خلافا بسابقيها . جل عناصر توليفة المنتخب شباب واعدين وأصحاب خبرة جيدين وعناصر متمرسة وبخبرة وتجربة أكبر .
أكبر معضلات منتخبنا الحالي هو الفقر الحاد الذي يصيب الدوري المحلي على مستوى .
- الأظهرة فجلها قوية فقط على مستوى الجانب الدفاعي والصراعات الثنائية وقلّ من تم تحوليها من أجنحة إلى أظهرة و مدافع محوري تم تثبيته في محل ظهير يغيب عنها أبسط المبادئ الدفاعية
- قلوب الدفاع جيدة في المرحلة الثانية من اللعبة وتتجسد في مرحلة تدوير الكرة للخلف وتطوير اللعب .
- الوسط هو الخط الأكثر تكاملية من بين كل خطوط المنتخب إذ يحوي قامة من المواهب الممتازة وعلى سبيل المثال لا الحصر : المايسترو محمد محمود ، الجوهرة القادمة بقوة الداه حوبت ، والمقاتل محسن بده ، العازف ملاي ادريس ، وأفضل إرتكاز محلي سيد أحمد العبد...إلخ
هذا الأخير ربما لاجدال على أساسيته في خيارات أمير بل إنه أحد الأحجار الكريمة في سوق القمري .
- الأجنحة الهجومية وهنا نملك ميزة التنوع في الإختيار بين بسام وسيدي تودا حسب الضرورة والمتطلبات التكتيكية
وكلاهما يملك خصائص مغايرة عن الآخر .
- رؤوس الحربة وهنا يبدو حمية الطنجي وآمادو سي الخيارين الأساسين في الأنماط الهجومية وخصوصا آمادو أما نظيراتها الدفاعية فحمي أكثر تفاعلا مع مجريات اللقاء .
الملاحظ على مركز رأس الحربة غياب الطبعة الكلاسكية لرأس الحربة من قامة فارعة وبنية جسدية قوية والتي تتيح له الفوز في الصراعات الهوائية .
بعد رؤية المجسم الركائزي لخيارات أمير يبدو جليا أن الأسماء المستدعاة تجيد الفهم ووضعيات اللعبة وقراءتها بشكل رائع ، غالبيتهم قد مثلو المنتخبات الوطنية للفئات السنية أو المنتخب المحلي والأول، وطاقم فني على أعلى درجة من الحرفية ، فهل سيتوج المنتخب كل هذه ظروف بتأهل تاريخي إلى الدور الثاني من البطولة ؟
لم تعد خرافة الأفضلية موجودة في كرة القدم الحديثة ، كل أصبح يتيقن بأن الفوارق قلتْ إن لم نقل إختفت وخصوصا في إفريقيا ليس هناك مباريات سهلة وأخرى صعبة الكل في نفس المستوى تقريبا ، لهذا لا أعذار للمنتخب الذي وجد البيئة الجيدة للنجاح وعليه بأن يكون في حجم الطموحات والآمال الموضوعة على عاتقيه .