الكاتب الرياضي دنين ولد البشير : ولد زياد قائد السفينة نحو الصواب !!

 


أعليت جفن عيني قليلا و أنا في حسرة أبحث عن من يستطيع إخراجي من الدجى الذي كنت أحدس بأنه أبدي لا مغيث منه ، لا يوجد في هذه التربة من أستطيع الإستغاثة به لكن و على حين غرة اقتحم شاب نحيف الباب بدت على وجهه آيات حسناء كان بئيسا فريدا من نوعه ، عند رؤيته بدأت أسيطر على الهواجس التي كانت تحيط بي نتيجة قلق  لقد كانت تخبرني بأن كرة القدم لن تعود موجودة في ذات النبوغ ، لكن عندما خاطبني ذلك الشاب الذي في عنفوان شبابه بكلمات رجولية بدأ القلق يزول شيئا فشيئ لقد نبأني بأن  "اتود" لن تموت في عصره و بأنه سينظم بطولة لا مثيلة لها ، آه كم كان ولد زياد شابا نبيلا و كم نحن فقراء و نبحث عن رجل بحجم ذكائه .


 راودت محمد  فكرة  رئاسة الإتحادية طويلا لكنه كان متأكدا بأن لا أحد سيصغي إليه لا أحد سيكترث أبدا بحديث مجذوب تتهمه نسوة حي حسين بالمجنون و الصعلوك واصفات أفكارهُ بلمسات الجن و يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند رؤيته لكن محمد في نفس الوقت كان له من يسمعه كان له أصحاب من مثقفي الحي بل و المثقفين الوحيدين في الحي كان أولهم صاحب الدكان وهو شخصية محبوبة في حي حسين يمتهن البيع منذ عقود له بيت  من الزنك يتكأكأون فيه شباب القرية في كل صبيحة يناقشون فيه جميع المجالات لكن عند طرح ولد زياد فكرة الترشح بدأت هي التريند لديهم في الأسبوع فمنهم من دعمه و منهم من إستخف بخبرته إلا أن محمد لم تطفح به تلك الإستفزازات الى بعيد بعد أن دعمته الطبقة المسيطرة  على الشباب بعد أن بلور لهم موقفه من هذه القضية بطريقة عبقرية وهي الطبقة التي تشمل مثقفي القرية و أسياد الشباب و نتج عن دعم هذه الطبقة دعم من يصفون أنفسهم بالمصلحون ......


في صبيحة ممطرة اتجه ولد زياد نحو الويد رفقة أطفال و شباب  همهم الوحيد و الأخير العمل بإكتراث حتى يصل الإصلاح الى المنظومة التي هشت و كادت أن تندثر قبل أن يلتحق بها الفتى الشرقي الذي أصبح ليثا لا يشق له الغبار في التنظيم ، هرول الى الويد وقام بإعطاء التعليمات الى جماعته الذين كونوا عدة مجموعات ، مجموعة تختص بالتنظيم و أخرى تختص بالتنظيف و أخرى تختص بتركيب الأدوات المستعملة في البطولة من شباك وتخطيط الملعب ....... إلخ


كما أهدى الرئيس الى المجموعة الإعلامية التي تدعى " النباغية ميديا " بصلاحية نقل البطولة الى النباغيين المتغربين و نجحت الصفحة الإعلامية بنقل أخبار البطولة بتفاصيل دقيقة و بصور عالية الجودة.


أما عن ولد الهادي لقد كان مدربا تكتيكيا صامتا ذكيا ماكرا يقود منظومة بنيت على المشاكل أغلبها ثرثارة و معارضين وأنا قائدهم لكننا لم نتسأسأ معه يوما في أي قرار أتخذه كان هو الصواب و  الأول عندنا لقد سيرنا بطريقة الجميلة الذكية التي أحب هو و قادنا بها نحو الفوز ، كانت الليلة الأولى من ولد الهادي جميلة بدأ ينصحنا و أسس لنا طيات   و كان الأبرز من بينهم  هو الفوز بالبطولة التي ستعلي درجتنا و سترفع مقامنا في ذات النبوغ .....


مبارتنا الأولى كانت ضد فريق مرشح للبطولة كان قويا مكون من عدة منظومات وحشية كان يقوده الزميل ولد أحمد بدي " انيلل" الذي كان ملزما بالفرقة التدريبية لكن الحظ لم يحالفه في هذه البطولة ، جمعتنا معه المباراة الإفتتاحية التي شهدت حضور المنسق العام و  شخصيات بارزة  و الكثير من المشجعين لكن الأبرز في هذه المباراة حضور النساء الفاتنات الذين غيرو من أجواء المباراة التي كانت مرعبة قبل مجيئهم و تغيرت حتى أصبحت إستعراضية لكن  الأسوء فيها جلوسي على مقاعد البدلاء عند كل لفتة إليهم أشعر بالحماس لكن في أحدى الفرص أخفق الزميل ولد احمدين فخرجت من أمامهم أصيح عن قصد فقالتلي  إحداهم أخي أجلس حتى لا تموت أنت مهفهف فقلت لها لا تر النحيف و تزدريه فبتسمت إلي بطريقة ساحرة كانت  " لكراش " بلونها الرمادي  .....


فزنا بسجل خالي من الخسارة لقد تجلى للبعض قبل نهاية بالبطولة بعد تغلبنا على فريق المحظرة بخماسية سجل فيها رفيق الدرب أسامة  ثلاثية شاركت في تلك المباراة كوسط ميدان قدمت مباراة جيدة بصوت المجاملين و تغلبنا على الزملاء في النصف النهائي و النهائي !!


كان الأجمل في البطولة جمال تنظيمها !!


شكرا ولد زياد و ولد الهادي محمد

إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان