انطلقت الجولة العشرين من الدوري الموريتاني لكرة القدم ، بمواجهة قوية بين نادي لكصر عميد الأندية الوطنية ، و القابع في المركز الأخير هذا الموسم ، و الباحث عن مكانه بين الكبار ، مع ملوك العاصمة الساعين إلى تحسين مركزهم و الإقتراب أكثر من فرق المقدمة ، في ملعب شيخا بيديا ، هذه المباراة التي كانت محط أنظار الجميع ، خصوصا أنها تمثل انطلاقة الدوري الوطني بعد توقف طويل دام أكثر من خمسة أشهر بسبب جائحة كورونا التي تسببت في إيقاف النشاط الرياضي في البلد .
مباراة لم تكن وفق التطلعات بالنسبة للفريقين ، خصوصا لكصر الذي واصل نزيف النقاط ، حيث أنه الفريق الوحيد الذي لم يحقق أي انتصار حتى الآن رغم انقضاء عشرين جولة ، بينما حقق ملوك العاصمة المطلوب ، و هو النقاط الثلاث و الاحتفاظ بمركزه الخامس ، مع تقليص الفارق مع المتصدر إلى ست نقاط .
بينما كانت المباراة الثانية تجمع كل من المتصدر تفرغ زينة ، و أبناء تجكجة في قمة الجولة العشرين من الدوري الوطني ، مباراة بحث من خلالها تفرغ زينة عن تعزيز الصدارة ، بينما سعى تجكجة إلى تحقيق الفوز من أجل تصحيح المسار، وهو ما تم حيث استطاع تجكجة تحقيق الفوز و العودة بأول ثلاث نقاط بعد التوقف وذلك بفضل هدف المهاجم المتألق سيدي معط الله ، رافعا بذلك عداد نقاطه إلى النقطة 30 بينما تجمد رصيد المتصدر تفرغ زينة عند النقطة 41 ليشتعل الصراع من جديد على لقب الدوري .
في اليوم الثاني من الجولة كان الملعب البلدي لمدينة كيهيدي على موعد مع عودة النشاط الرياضي هناك ، حيث استضاف أبناء المدينة نادي الكدية القادم من المدينة المنجمية ازويرات ، وكله أمل في المحافظة على سجلهم المتميز على أرضية ميدانهم ، لكن الأمر لم يكن سهلا ، حيث أن الضيف هو الآخر يسعى إلى تقليص الفارق مع المتصدر ، خصوصا بعد خسارته و هو ما تحقق ، حيث تمكن أبناء المدينة الحمراء من تحقيق الفوز و العودة بالنقاط الثلاث ، والصعود إلى المركز الثاني بفارق نقطتين عن المتصدر تفرغ زينة .
وفي نفس التوقيت لكن على أرضية ملعب شيخا بيديا كانت تلعب مباراة قمة الصاعدين حديثا إلى الدوري الوطني ، و يتعلق الأمر بممثل اترارزة و ثالث ممثلي المدينة الاقتصادية الساحل ، قمة من نوع آخر جمعت بين الثأر من خسارة نهائي الدرجة الثانية و كذلك تعويض خسارة مباراة النصف الأول من الدوري الوطني التي كانت نتيجتها لصالح أبناء الساحل ، اترارزة الذي قدم مستويات كبيرة جدا قبل التوقف ، أراد منذ بداية المباراة تأكيد تلك الصحوة و هو ما تم بالفعل ، مطلع الشوط الثاني من المباراة حيث أهدته النيران الصديقة هدف التقدم ، قبل أن يتمكن لاعبه حمادي انجاي من تعزيز التقدم بهدف ثان ، انتهت على وقعه المباراة ، ليصل عداد اترارزة لانقطة 21 محافظا على مركزه العاشر ، بينما تجمد رصيد الساحل عند النقطة 19 في المركز 12 .
وفي سهرة اليوم الثاني واجه الكونكورد ثاني الترتيب ، نادي الحرس الوطني الباحث عن ذاته هذا الموسم ، مباراة تشكل العودة إلى التاريخ ، لكونها تجمع بين خصمين لهما تاريخ كبير في مسابقة الدوري الوطني كما أنها تمثل فرصة كبيرة لكل منهما ، خصوصا الكونكورد الساعي إلى استثمار سقوط المتصدر أمام تجكجة و تقليص الفارغ ، و هو ما جعله يضغط مبكرا من أجل تسجيل الهدف الأول في المباراة ، ضغط أثمر عن هدف المتألق فودى اتراورى عند الدقيقة 21 من عمر المباراة ، هدف يبدو أنه استفز أبناء الحرس الذين كثفوا من هجماتهم طيلة المباراة قبل أن يدركوا التعادل في الأنفاس الأخيرة من عمر المباراة ، عبر اللاعب كوني ، لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي ، تعادل جعل الكونكورد يعود إلى المركز الثالث في سلم الترتيب ، وتراجع الحرس للمركز الحادي عشر .
في اليوم الثالث و الأخير من الجولة ، استقبل بطل الدوري أفسى نواذيبو أبناء الميناء ، في ملعب شيخا بيديا ، من أجل محاولة الإلتحاق بركب المقدمة والعودة إلى صدارة الترتيب أو الاقتراب منها أكثر في انتظار ما ستؤول إليه المباريات المؤجلة للفريق ، المدرب انجويا مورييل دخل بتشكيلة جمعت ما بين الخبرة و الشباب حيث فضل إراحة بعض نجوم الفريق على غرار ياسين الولي و سيدي تودا ، غياب لم يأثر على الفريق الذي قدم مستوى كبير جدا في أول ظهور له بعد توقف دام أكثر خمسة أشهر ، ضغط البرتغالي أسفر عن هدف أول في المباراة سجله البكاي واد عند الدقيقة 28 ، قبل أن يدرك جاها التعادل قبل نهاية الشوط الأول من المباراة ، و في الشوط الثاني دخل أفسى نواذيبو و هو يبحث عن العودة إلى التقدم من جديد وهو ماتم بالفعل عبر المدافع عمر مانغان الذي سجل الهدف الثاني للبرتغالي عند الدقيقة 48 من عمر المباراة ، بعدها استنجد انجويا مورييل بكل أسلحته الهجومية بغية تعزيز النتيجة و توسيع الفارق وهو ما تم عندما سجل المتألق البكاي واد هدفه الشخص الثاني و الثالث لفريقه عند الدقيقة 74 ، فوز جعل أفسى نواذيبو يحافظ على مركزه الرابع و يقلص الفارق إلى ست نقاط مع المتصدر ، بينما تجمد رصيد جاها الميناء عند النقطة 10 في المركز قبل الأخير .
وفي سهرة الأحد من الجولة العشرين من الدوري الوطني استقبل اسنيم الشرطة الذي يقدم مستويات قوية هذا الموسم منذ تولي المدرب التوغولي دوسو زمام الأمر حيث أحرج عديد الفرق عبر توليفته الجيدة و الصلبة دفاعيا الأمر ذاته ينطبق على أبناء المدرب امبودج الذين قدموا مباراة قوية تكتيكيا ، قبل أن تهدي النيران الصديقة ثلاث نقاط للخصم الذي عزز عداد نقاطه ليصل إلى 32 نقطة ، بينما تجمد رصيد اسنيم عند النقطة 24 التي أبقته في المركز التاسع على سلم الترتيب .
المرحلة العشرين من الدوري الوطني لم تكن بذلك الجمال و التنافس الذي كان قبل التوقف ،حيث كان تأثير العامل البدني واضحا في جميع مباريات الجولة ، و صعوبة تحرك اللاعبين و لم نشهد تلك الندية المعهودة .
و بهذا تكون حصيلة الجولة العشرون من الدوري الوطني هي 12 هدف مقسمة على سبع مباريات انتهت ست منها بالفوز بينما شهدت مباراة الكونكورد و الحرس حالة التعادل الوحيدة في هذه الجولة .
